MaFia-33
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

MaFia-33

اهلا و سهلا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رمضان وبعثة حضارة القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MaFia 33-Help
MaFia-33
MaFia-33
MaFia 33-Help


عدد المساهمات : 128
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

رمضان وبعثة حضارة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رمضان وبعثة حضارة القرآن   رمضان وبعثة حضارة القرآن I_icon_minitimeالسبت مارس 01, 2008 2:30 am

رمضان وبعثة حضارة القرآن Mnwa13

اصطفى الله عز و جل شهر رمضان واختاره من بين شهور السنة ليشرف بأعظم حدث عرفه التاريخ البشري على الإطلاق؛ إذ في رمضان تحول مسار هذا التاريخ و مجراه ؛ و انعطفت وجهته إلى قبلة أخرى ؛ و اصطبغ الكون كله خلاله بصبغة جديدة تمتح سماتها و خصائها من شمولية التدبير الإلهي للعالمين و تصرفه الكلي و المطلق في الأرض و السماء و مابينهما حيث خوطبت الإنسانية كافة بكلمة واحدة شاملة ليس فيها تخصيص لقوم دون آخرين؛ أو عصر دون آخر؛ أو مصر دون غيره...

هذا الحدث العظيم الذي شرف شهر رمضان به هو حدث نزول القرآن في أعظم مراحله أي من بيت العزة إلى السماء الدنيا ليتنزل منها إلى قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم بواسطة الروح الأمين جبريل عليه السلام.. أي أن رمضان هو المجال الزمني الأول لبعثة حضارة القرآن ؛ و هو مبدؤها و منطلقها، و تلك حقيقة تاريخية كبرى لاينبغي أن نتجاوزها أو ندير الفكر و العقل و الوجدان عنها؛ بل الواجب علينا أن نتوقف إزاءها وقفات كثيرة؛ يأتي في صدارتها الإجابة عن سؤال أساس هو : كيف نجعل من رمضان دورة جديدة لبعثة الحضارة القرآنية ؟ خصوصا وقد بعدت الشقة بيننا و بين كتاب ربنا ؛ و انحرفت الأمة عن منهجه في عمران الكون و خلافة الأرض و إقامة الشهود على الناس.

ولعل بسط هذا السؤال المنهجي للمداولة و المدارسة ستتفرع عنها ثلاث قضايا كبرى :

1- تجديد المسلمين التلقي للقرآن الكريم في حاضرهم .

2- تجديد مدارسته.

3- تجديد ممارسته.

تتجلى أهمية القضية الأولى في معرفة المنهج الأسلم و الأرقى للتفاعل مع القرآن الكريم و هديه ؛ لأن صحة التلقي ضمان لسلامة الترقي . و البوصلة الهادية إلى ذلك لن تكون- بطبيعة الحال- سوى الرجوع إلى سؤالين رئيسين بهما نحدد الجواب و نستمد الهدى والصواب و هما :

* كيف تلقى الرسول صلى الله عليه و سلم القرآن من الروح الأمين؟

* كيف تلقى الصحابة و من شهدوا عصر النزول هذا القرآن من الرسول صلى الله عليه و سلم؟

ولئن كان الجواب معروفا و محددا سلفا في كتب السيرة و الحديث ، إلا أن حياتنا و مناهجنا و برامجنا في التربية و التعليم و الدعوة لم تستفد منها بالشكل المطلوب الذي يحصل المقصد و يوصل إلى المراد و هو بناء حضارة القرآن بدءا بالإنسان و انتهاء بالعمران.

إن اكتساب المنهج السليم للتلقي سيحيلنا إلى قضية مهمة فيه و هي تجديد مدارسته، فالرسول صلى الله عليه و سلم كانت كل لحظات حياته يعيشها في ظل القرآن تعليما و مدارسة ؛ بل كان يحث أصحابه على ذلك ففي الحديث الصحيح الصريح الذي رواه مسلم " ... و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " و مع هذا كلما بلغه الله عز و جل رمضان إلا وجاءه الروح الأمين عليه السلام يدارسه القرآن من جديد و يجدد عهده به فعن ابن عباس رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، و كان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة" رواه البخاري

ونحن اليوم أفقر إلى تجديد المدارسة للقرآن ؛ و ذلك لفهم طبيعته ووظيفته في الوجود البشري و الكوني.فالقرآن رباني المصدر أي هو كلام الله ؛ تلك طبيعته. أما و ظيفته – كما أجملها القرآن نفسه- فهي الهداية . و المطلب هنا أن نعطي القرآن مايستحق بمقتضى طبيعته؛ ثم نستمد منه و نتعلم كيف نمارس وظيفته و نفعلها في الواقع؛ وهكذا نعمل الهداية بدل النكاية و نكون دعاة لاقضاة و نعين الناس على الاهتداء بدل الاعتداء و بذلك نحقق مقاصد القرآن الكلية و الجزئية في الكون و الحياة ؛ و نكسب أمتنا جولة الشهود و نعرج بالناس إلى مقام العبودية لله رب العالمين.

إن أداءنا لوظيفة القرآن تقتضي منا تجديد الممارسة لمفاهيمه و قيمه و حكمه و أحكامه في ضوء الواقع المتجدد ، و القضايا المستجدة ؛ و الظواهر الطارئة ؛ و السلوكات المستحدثة. ولا يعني هذا بالضرورة- كما يحلو للبعض أن يتأول أو يزعم – أن مراعاة ذلك تعطيل لكتاب الله و حكمه و إبطال لدوره بحجة أن القرآن جاء ليرفع الناس إلى مستواه ؛ وهي حجة حق لكن تنزيلها مشوب بأفهام خاطئة جنت على وظيفة هذا الكتاب الكريم . وهنا يحق لنا أن نسأل هؤلاء القائلين بهذا القول : كيف تتحق صلاحية القرآن لكل زمان و مكان؟ و كيف ننزل خطابه الذي جاء للناس كافة مع اختلاف أفكارهم و مذاهبهم و عوائدهم و طبائعهم و أسلوب حياتهم و معيشتهم..؟ إلى غير ذلك من الأسئلة المشروعة التي تنتظر جوابا صريحا و معقولا.

وختاما: إن تجديد التلقي للقرآن الكريم و تجديد مدارسته و ممارسته هي قضايا أساسية يجب إعادة النظر فيها حتى نؤهل أنفسنا إلى بعثة جديدة لحضارة القرآن و نشيد صرحها كما فعل الأولون فعاشوا في رفعة و عز ؛ و ملؤوا الدنيا عدلا و أمنا بعدما أدلجت جورا و ظلما.


و الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رمضان وبعثة حضارة القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
MaFia-33 :: الفئة الأولى :: المنتدى المواضيع-
انتقل الى: